1133252
1133252
العرب والعالم

القوات العراقية تستعيد مواقع سيطر عليها «الأكراد» قبل 3 سنوات

13 أكتوبر 2017
13 أكتوبر 2017

«البشمركة» تنسحب من أطراف كركوك لتعزيز دفاعاتها -

كركوك (العراق) - (أ ف ب) - استعادت القوات الاتحادية العراقية أمس مواقع سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية قبل ثلاث سنوات في محافظة كركوك شمال البلاد بعد أحداث يونيو 2014 في خضم استيلاء تنظيم داعش على مناطق واسعة في المنطقة.

وتأتي هذه العملية العسكرية في خضم الأزمة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد على خلفية الاستفتاء على الاستقلال الذي قام به الإقليم في 25 سبتمبر.

ويتمتع اقليم كردستان بحكم ذاتي، لكن الأكراد يسيطرون منذ يونيو 2014 على مناطق أخرى بينها كركوك الغنية بالنفط يطالبون بضمها الى الإقليم، الأمر الذي ترفضه بغداد بشدة.

وقال ضابط برتبة عميد لوكالة فرانس برس «باشرت القوات المسلحة العراقية حركتها تجاه استعادة مواقعها قبل أحداث يونيو 2014»، في إشارة الى المواقع التي استولى عليها الأكراد مستغلين هجوم تنظيم داعش وانهيار الجيش العراقي في حينه.

وأضاف الضابط، وهو احد قادة الفرقة التاسعة في الجيش المنتشرة الى الجنوب من مدينة كركوك، أن «فرقة الرد السريع تحركت بمحاذاة مشروع ري كركوك الواقع في الجانب الغربي من المدينة، ومستمرة بالتقدم»، مشيرا الى أن لا تواجد لأي من مقاتلي البشمركة.

وأشار الى أن قوات من مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي تحركت أيضا على أطراف ناحية تازة (جنوب كركوك)، ودخلت الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش الى مركز ناحية تازة، مؤكدا في الوقت ذاته «لا يوجد اي إطلاق نار في جميع مناطق تحرك القوات حتى الآن».

وقال قائد قوات البشمركة في محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى خلال مؤتمر صحفي ظهر أمس ان «البشمركة انسحبت من هذه المواقع، لأننا دخلناها لمحاربة داعش».

وتابع «انسحبنا الى خطوطنا في أطراف كركوك وعززنا مواقعنا وسندافع عن مدينة كركوك في حال شن الجيش العراقي أي هجوم على المدينة».

وتحدث مصطفى عن اتصالات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لمعالجة المشكلة خلال 48 ساعة.

لكنه قال إن «القادة العسكريين ابلغونا بأن لديهم أوامر بالتوجه الى هذه المناطق ولا يهتمون بتصريحات العبادي».

وتحدثت وسائل إعلام كردية عن انسحاب للبشمركة من مساحة 72 كيلومترا مربعا.

ورفض متحدثون رسميون في الحكومة والقوات الأمنية التعليق على الأمر في الوقت الحاضر.

وتناقل عناصر في الحشد الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي صور احد عناصر الحشد وهو يرفع شارة النصر قرب علم لإقليم كردستان.

وعلى صورة أخرى، يمكن رؤية ملصقات للحشد الشعبي مثبتة على لوحة تدل على طريق كركوك. في المقابل، قال هيمن هورامي، كبير مساعدي رئيس الاقليم مسعود بارزاني، في تغريدة على «تويتر» أن «قوات البشمركة مستعدة بشكل كبير للرد على أي هجوم محتمل من قوات الحشد الشعبي»، الفصائل المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية.

وأضاف أن «أي تصعيد لن يأتي من جانبا، وسندافع عن انفسنا ونتصدى اذا تعرضنا الى هجوم».

وأعلنت سلطات الإقليم بشكل متكرر خلال الأيام الماضية أن قوات الحكومة المركزية تستعد للاستيلاء بالقوة على حقول النفط في محافظة كركوك. ويخشى إقليم كردستان ان توجه قوات الحكومة الاتحادية، بعد استعادتها مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم داعش أسلحتها ضد البشمركة. وقطعت سلطات كردستان العراق الخميس الطرق الرئيسية بين الإقليم والموصل لساعات، قائلة انها رصدت تحركات عسكرية قرب المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.

وتعيش مدينة كركوك، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، توترا دفع عددا كبيرا من الأهالي للتوجه الى محطات المحروقات للتزود بالوقود. كما حمل العديد من المدنيين من أهالي القسم الشمالي لمدينة كركوك حيث تسكن غالبية كردية، الى التجول وهم يحملون أسلحة، وفقا لشهود عيان.

وكانت حكومة كردستان العراقية أعلنت أمس انها «قلقة من تحشد الجيش العراقي والحشد الشعبي في البشير وتازة (حوالي 10 كلم) جنوب كركوك» التي «تبعد ثلاثة كيلومترات فقط من خطوط البشمركة».

ووفقا لجهاز الاستخبارات الكردي، فإن قوات الحكومة المركزية «تعتزم الاستيلاء على حقول النفط ومطار وقاعدة عسكرية».

وكانت حقول النفط في محافظة كركوك الغنية بالنفط تخضع للحكومة المركزية من خلال شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط.

وسيطر الأكراد عام 2008 على حقول خورمالا، وسيطروا خلال الهجمات التي نفذها الجهاديون عام 2014 على حقلي هافانا وباي حسن. وسيطرت قوات البشمركة على قاعدة الفرقة 12 من الجيش العراقي بعد وقت قصير من سقوط الموصل في يونيو 2014، وعلى مطار مجاور لها، قبل أن يفرضوا سيطرتهم بالكامل على المدينة. وتزود حقول النفط الثلاثة الواقعة في محافظة كركوك، الإقليم بـ 250 ألف برميل يوميا من اصل 600 الف برميل هي مجموع ما يصدره الإقليم يوميا. وستشكل خسارة الإقليم لهذه الحقول خسارة كبيرة لدخل إقليم كردستان.